للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨ - أبو أمية المخزومى (١). روى عن النبى عليه السلام أنه أتى بسارق اعترف لم يوجد عنده متاع، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه (وسلم) "ما إخالك (٢) سرقت (٣) " الحديث.


= قلت: والصحيح أن وجود ابن لهيعة في هذا الحديث غير قادح في صحة إسناده وذلك لأن الراوى عنه هنا هو عبد اللَّه بن المبارك، وعبد اللَّه بن المبارك روى عنه قبل إحتراق كتبه، ورواية من روى عنه احتراق كتبه صحيحة. قال ابن حبان في المجروحين (٢: ١١): كان أصحابنا يقولون سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة، عبد اللَّه بن وهب، وابن المبارك، وابن يزيد المقرئ، وابن مسلمة القعنبى، فسماعهم صحيح. ا. هـ.
وأما كلمة الأصاغر الواردة في هذا الحديث: فمعناها كما ذكر ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١: ١٥٨) قال: قيل لابن المبارك من الأصاغر: قال: الذين يقولون برأيهم، فأما صغير يروى عن كبير فليس بصغير. وقال ابن عبد البر: وذكر أبو عبيد في تأويل هذا الخبر عن ابن المبارك أنه كان يذهب بالأصاغر إلى أهل البدع ولا يذهب إلى السن قال أبو عبيد: وهذا أوجه. وقال أبو عبيد: والذى أرى أنا في الأصاغر أن يؤخذ العلم عمن كان بعد اصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ويقدم ذلك على رأى أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلمهم، فذاك أخذ العلم عن الأصاغر. ا. هـ.
١٨ - الاستيعاب (٤: ١٢)، الإصابة (٤: ١١)، أسد الغابة (٦: ٢١) كنى ابن مندة (١٩/ ب)، التهذيب (١٢: ١٥)، التقريب (٢: ٣٩٢) وقال صحابى له حديث د س ق.
(١) المخزومى: بفتح الميم وسكون الخاء وضم الزاى، وفى آخرها ميم نسبة إلى مخزوم بن يقظة وسيف بن أبى سليمان. اللباب (٣: ١٧٩) المغنى (ص ٧٦).
(٢) ما إخالك: أى ما أظنك، يقال: خلت، اخال، بالكسر والفتح والكسر أفصح أكثر استعمالا، والفتح القياس. ا. هـ.
النهاية (٢: ٩٣).
(٣) الحديث: أخرجه أبو داود "الحدود" باب في التلقين في الحد (٤: ١٣٤) =

<<  <  ج: ص:  >  >>