جيش العسرة وكان لي أجير, فقاتل إنسانا فعض أحدهما يد الآخر, فانتزع المعضوض يده من في العاض فأنذر ثنيته فسقطت, فانطلق؟ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته وقال: " أيدع يده في فيك تقضمها كالفحل؟ ".
[باب ما لا يضمن من الجنايات]
(من الصحاح):
" عن يعلى بن أمية قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش العسرة, وكان لي أجير, فقاتل إنسانا, فعض أحدهما يد الآخر, فانتزع المعضوض يده من في العاض, فأنذر ثنيته, فسقطت, فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته, وقال: أيدع يده في فيك تقضمها كالفحل ".
يريد بجيش العسرة: غزوة تبوك, سميت به العسرة حالهم, وشدة الأمر عليهم فيها, فإنهم كانوا في عسرة من الزاد, وعسرة من الماء, وشدة من حماء القيظ.
و" أندر ثنيته ": أسقطها, يقال: أندرت سنه فندر, أي: أسقطته فسقط.
وقوله: أيدع يده " إلى آخره: إشارة إلى علة الإهدار, وهو أن ما يدفع به الصائل المختار إذا تعين طريقا إلى دفعه مهدر, لأن الدافع مضطر إليه, ألجأه الصائل إلى دفعه, فهو نتيجة فعله, ومسبب من جنايته, فكأنه الذي فعله وجنى به على نفسه.