للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والمراد بالأمناء: من ائتمنه الإمام على الصدقات والخراج وسائر أموال المسلمين, ويدل عليه عطفه على الأمراء والعرفاء, قوله: " وأنهم لم يلوا عملا " أو كل من ائتمنه غيره على مال أو غيره.

والمعنى: أن هذه الأمور وإن كانت مهمة لا ينتظم صلاح الناس ولا يتم معاشهم دونها - ولذلك قال في الحديث الذي بعده: " إن العرافة حق " أي: أمر ينبغي أن يكون - لكنها خطر, والقيام بحقوقها عسير, فلا ينبغي للعاقل أن يقتحم عليها, ويميل بطبعه إليها, فإن من زلت قدمه فيها عن متن الصواب قد يندفع إلى فتن تودي به إلى عذاب يؤثر عليه أن تكون نواصيه معلقة بالثريا (يتجلجل) بالجيم: أي: يتردد ويتحرك بين السماء والأرض, ويتمنى أن يكون حاله كذلك, ولم يل ما تولاه من عمله الذي أفضى به إلى هذا العذاب, وهو المراد بقوله في الحديث الآخر: " ولكن العرفاء في النار " لا كل عريف, فإن من قام بها حق القيام, وتجنب فيها عن الظلم والحيف, استحق به الثواب, وصار ذا حظ القيام مما وعد به ذو سلطان عادل, لكن لما كان الغالب عليهم خلاف ذلك, أجرى الغالب مجرى الكل, وأتى بصيغة العموم.

...

٩٠٠ - ٢٧٩٢ - عن ابن عباس رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سكن البادية جفا, ومن اتبع الصيد غفل, ومن أتى السلطان افتتن ".

ويروى: " من لزم السلطان افتتن, وما ازداد عبد من السلطان

<<  <  ج: ص:  >  >>