للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٠٤ - ٢٨١٣ - وقال: " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله, ثم غلب عدله جوره فله الجنة, ومن غلب جوره عدله فله النار "

" وعنه أنه - عليه الصلاة والسلام - قال: من طلب قضاء المسلمين حتى يناله, ثم غلب عدله جوره فله الجنة, ومن غلب جوره عدله فله النار "

الإنسان خلق في بدو فطرته بحيث يقوى على الخير والشر والعدل والجور, ثم إنه يعرض له دواعي داخلة وأسباب خارجة تتعارض وتتصاعد, فيجذبه هؤلاء مرة, وهؤلاء أخرى, حتى يفضي التطارد بينهما إلى أن يغلب أحد الحزبين ويقهر الآخر, فينقاد له بالكلية, ويستقر على ما يدعوه إليه.

فالحاكم إن وفق حتى غلب له أسباب العدل, وتمكن فيه دواعيه صار بشراشره مائلا إلى العدل مشغوفا به, متحاشيا عما ينافيه, نال به الجنة, وإن خذل بأن كان حاله على خلاف ذلك جار بين الناس ونال بشؤمه النار, وقيل: معناه: من كان الغالب على أقضيته العدل والتسوية بين المترافعين فله الجنة, ومن غلب في أحكامه الجور والميل إلى أحدهما فله النار, فلعل الله تعالى يتجاوز عما يندر من الجور ببركة العدل الغالب, والله أعلم.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>