للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله تعالى يلوم على العجز, ولكن عليك بالكيس, فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل.

لما عرض المقتضي عليه بقوله: " حسبي الله ونعم الوكيل " أنه مظلوم أجابه النبي صلى الله عليه وسلم, فإنه ملوم من الله تعالى, مأخوذ بعجزه وتركه التدبير بالإشهاد وإقامة الحجة, وغير ذلك مما يوجب له الغلبة وثبوت الحق, وليس من التوكل ترك الأسباب وإغفال الحزم في الأمور, بل على العاقلة أن يتكيس في الأمور, بأن يتيقظ فيها, ويطلب ما يعن له بالتوجه إلى أسباب جرت عادة الله على ارتباط تلك المطالب بها, ويدخل عليها من أبوابها, ثم إن غلبه أمر, وعسر عليه مطلوب, ولم يتيسر له طريق, كان معذورا فيه, فليقل حينئذ: (حسبي الله ونعم الوكيل) , والله تعالى أعلم.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>