اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل بهم ثلاث مرات, فلما رأوا أنهم لم يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب! نريد أن ترد أرواحنا في أجسامنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى, فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا "
المسؤول والمجيب هو الرسول صلوات الله وسلامه عليه, وفي " قال " ضمير له, وتدل عليه قرينة الحال, فإن ظاهر حال الصحابي أن يكون سؤاله واستكشافه عن الرسول صلى الله عليه وسلم, لاسيما في تأويل آية هي من المتشابهات, وما هو من أحوال المعاد, فإنها غيب صرف لا يمكن معرفته إلا بالوحي, ولكونه بهذه المثابة من التعين أضمر من غير أن يسبق ذكره.
وقوله: " أرواحهم في أجواف طير خضر " أي: يخلق لأرواحهم بعد ما فارقت أبدانهم هياكل على تلك الهيئة تتعلق بها, وتكون خلفا عن أبدانهم, فيتوسلون بها إلى نيل ما يشتهون من لذائذ الجنة.
و" اطلاع الله عليهم, واستفهامه عما يشتهونه مرة بعد أخرى): مجاز عن مزيد تلطفه بهم, وتضاعف فضله عليهم.