وسأحدثك عنه: أما السن فعظم, وأما الظفر فمدى الحبش" وأصبنا نهب إبل وغنم فند منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش, فإذا غلبكم منها شيء فافعلوا به هكذا"
"وعن رافع بن خديج قال: قلت: يا رسول الله! إنا لاقو العدو غدا, وليست معنا مدى, أفنذبح بالقصب؟ قال: ما أنهر الدم وذكر اسم الله, فكل, ليس السن والظفر وسأحدثك عنها أما السن فعظم, وأما الظفر فمدى الحبشة"
(المدى): جمع مدية.
"وأنهر الدم" أي: أساله, وسمي النهر نهرا لسيلانه, والمراد بالظفر: ظفر الإنسان, وإنما قال: وأما الظفر فمدى الحبشة لأنهم يذبحون بها ما يمكن ذبحه بها, وإنما استثناها ومنع الذبح بهما لأنه تعذيب وخنق.
وقوله: "أما السن فعظم" قياس حذف عنه المقدمة الثانية لتقررها وظهورها عنهم, وهو أن كل عظم لا يحل الذبح به, وذكره دليلا على استثناء السن, وإليه ذهب الشافعي, وفرق أبو حنيفة بين الثابتة دليلا على الإنسان وغيرها.
وقال مالك: إن ذكى بالعظم فمرمرا أجزأه, وحمل النهي على الغالب, فإنه لا يقطع المذبح ولا يمور فيه مور الحديد غالبا.