أدنى فراغ, اتصلت بطباعها, فينطبع فيها من المعاني والعلوم الحاصلة له من مطالعة اللوح المحفوظ, والإلهامات الفائضة عليه من جناب القدس= ما هو أليق بها من أحوالها وأحوال ما يقرب إليها من الأهل والولد والمال والبلد وغير ذلك, فتحاكيه القوة المتخيلة بصورة جزئية مناسبة إلى الحس المشترك, فتنطبع فيه, فتصير محسوسة مشاهدة, ثم إن كانت تلك المناسبة ظاهرة جلية, كانت الرؤيا غنية عن التعبير, وإلا كانت مفتقرة إليه, وهو تحليل تلك المناسبة بالرجوع قهقرى إلى المعنى المتلقي من الملك.
وأما الرؤيا الكاذبة فسببه الأكثري تخيل فاسد تركبه القوة المتخيلة بسبب أفكار فاسدة اتفقت لها حال اليقظة, أو سوء مزاج أو امتلاء ونحو ذلك, فيلقيه على الحس المشترك, وقد يكون بسبب استعراض الحس, والتفاته إلى بعض المخزونات الخيالية المرتسمة في الخيال من مشاهدة المحسوسات حال اليقظة.
ولما كان للشيطان مدخل في هذه الأقسام, لأنها تتولد من الاستغراق في أمر البدن, والانهماك في الشهوات, والإعراض الكلي عن عالم الملكوت والاعتناء بأمره, أضاف الحلم إلى الشيطان.
...
١١٨٢ - ٣٥٦٦ - وقال: "إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن, ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة, وما كان