بخزائن الأرض, فوضع في كفي سواران من ذهب, فكبرا على, فأوحي إلي أن انفخهما, فنفختهما, فذهبا, فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما, صاحب صنعاء, وصاحب اليمامة".
"أن"هي المفسرة, وصح وقوعها بعد قوله: (أوحي) , لتضمنه معنى القول, وإنما أمر بنفخهما ليدل على سهولة أمرهما, وإنما يذهبان بأدنى سعي.
ووجه تأويل السوارين بالكذابين- والعلم عند الله تعالى- أن السوار يشبه قيد اليد, والقيد فيها يمنعها عن البطش, ويكفها عن الاعتمال والتصرف على ما ينبغي, فيشابه من يقوم بمعارضته, ويأخذ بيده, فيصده عن أمره.
و"صنعاء": بلدة باليمن, وصاحبها الأسود العنسي, تنبأ بها في آخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم, فقتله فيروز الديلمي في مرض وفاة الرسول صلوات الله عليه, فبلغه الخبر, فقال- عليه الصلاة والسلام-: "فاز فيروز"
و"اليمامة": بلاد للعرب كان اسمها جوا, وكانت فيها امرأة يقال لها: اليمامة, وكانت مشهورة بأنها تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام, بحيث ضرب بها المثل, فقيل: أبصر من اليمامة, فأضيف إليها, وقيل: جو اليمامة, فلما كثرت تلك الإضافة تركت, وسميت باسمها, وصاحبها مسيلمة قتله الوحشي قاتل حمزة في خلافة الصديق رضي الله عنه.