هذا الجواب إذا لم يتوهم منه تعريض بالدعاء علينا, كان دعاء لهم بالإسلام, فإنه مناط السلامة في الدارين.
وإذا توهم مثل إنهم كانوا يقولون: السام عليكم, فيلوون به ألسنتهم, بحيث يلتبس بالسلام, كان تقديره: وأقول: عليكم ما تريدون بنا أو تستحقونه, ولا يكون (عليكم) عطفا على (عليكم) في كلامهم, وإلا لتضمن ذلك تقرير دعائهم, ولذلك كان في الحديث الذي قبله: "فقل: عليك"بغير واو, وقد روي ذلك بالواو أيضا, وتأويله ما قلناه.
...
من الحسان:
١١٨٩ - ٣٥٩٥ - عن أبي جري الهجيمي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول الله! فقال: "لا تقل عليك السلام, فإن عليك السلام, تحية الموتى".
"في حديث أبي جري الهجيمي: عليك السلام تحية الموتى"
كان من عادتهم تقديم السلام في تحية الأحياء, ليكون أول ما يقرع السمع لفظ السلام, ليأمن منه صاحبه, ويسكن روعه, وتأخيره في تحية الأموات تفرقة بين التحتين, وقد جاء التقديم فيهما على الأصل, كما سبق ذكره في (كتاب الجنائز).