"تعرض الفتن على القلوب كالحصير" أي: تعرض عليها وتصل إليها شيئا فشيئا, وواحدا بعد الواحد, كالحصير ينسج عودا فعودا, [وتظهر لها واحدا واحدا كما يظهر للناظر عيدانه بأسرها عودا عودا].
وقيل: معناه: يعرض عليها فيؤثر فيها واحدا واحدا كما تؤثر عيدان الحصير واحدا واحدا في جنب من نام عليه.
وروي:"عود عود" بالرفع على خبر مبتدأ محذوف, أي: هو عود عود.
وروي:"عودا" بفتح العين نصبا على المصدر, فإن عرض الفتن لما كان متكررا يضمن يعرض معنى: يعود.
"فأي قلب أشربها": أي: جعل متأثرا بها, بحيث يتداخل فيه حبها كما يتداخل الصبغ الثوب.
"حتى يصير": أي: جنس الإنس على قسمين: قسم ذو قلب أبيض كالصفا –وهي الحجارة الصافية الملساء- لم تؤثر فيه فتنة, ولم تضره, وقسم ذو قلب أسود.
"مربدا" أي: مكدرا, من الربدة: وهو سواد يضرب إلى الغبرة, يقال: اربد الشيء اربدادا, واربادا اربيدادا: إذا تلون بلون الرماد.
"كالكوز مجخيا": أي: مكبا منحنيا, يقال: جخى الشيخ: إذا