للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فسبيل من هلك, وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما, قلت: أمما بقي, أو مما مضى؟ قال: مما مضى"

دوران رحى الشيء مجاز عن دوامه واستمرار أمره, والمعنى: إن أمر الإسلام يستقر ويدور على ما ينبغي من غير اختلال وفتور تلك المدة المذكورة, وكان الأمر على ذلك إلى أن قتل عثمان رضي الله عنه, وكان في سنة خمس وثلاثين من الهجرة.

قوله: "فإن يهلكوا فسبيل من هلك" أي: إن اختلفوا بعد ذلك واستهانوا بالدين, واقترفوا المعاصي وهتكوا الحرمات, فسبيلهم سبيل من هلك قبلهم من الأمم السالفة في تجرئهم واختلافهم وزيغهم عن الحق, ووهنهم في الدين, سمي أسباب الهلاك والانشغال بما يؤدي إليه هلاكا.

"وإن يقم لهم دينهم" أي: مضت تلك المدد ولم يتفق فيهم اختلاف وجور في الدين, وضعف في التقوى, تتمادى لهم قوة الدين واستقامة أمره سبعين سنة, وقد وقع المحذور في الوعد الأول, فلم يزل ذلك كذلك إلى الآن.

وقوله: "مما مضى": مبدأ المدد المذكور كلها, والمعنى: مما مضى من الهجرة, فإنها أول دولة الإسلام, ومبدأ ظهوره, ويحتمل أن يكون السؤال والجواب متعلقين بقوله: "يقم لهم سبعين عاما"

<<  <  ج: ص:  >  >>