قال: ذلك يوم القيامة, ينزل الله على كرسيه فيئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه, وهو يسعه ما بين السماء والأرض, ويجاء بكم حفاة عراة غرلا, فيكون أول من يكسى إبراهيم صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: اكسوا خليلي, فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة, ثم أكسى على أثره, ثم أقوم على يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون"
مثل التجلي لعباده بنعت العظمة والكبرياء, والإقبال عليهم للعدل والقضاء, وإدناء المقربين منهم على مراتبهم, وكشف الحجاب فيما بينه وبينهم بنزول السلطان من غرف القصر إلى صدر الدار, وجلوسه على كرسي الملك للحكومة والفصل, وإقامة خواصه وأهل كرامته حواليه قداما ووراء ويمينا وشمالا على تفاوت مراتبهم لديه.
وقوله: "يئط كما يئط الرحل": مبالغة وتصوير لعظمة التجلي على طريقة الترشيح.
و (الريطة): الملاءة الرقيقة من الكتان التي لا تكون لفقين, يؤتى بها من الشام, وجمعها: رياط, ولما كانت الحكاية المسرودة مشتملة على شرح المقام المحمود, وهو المقام الذي يكون عن يمين الرحمن يوم العرض والجزاء, وكان أمره لا يتضح إلا بذكرها, حسن وقوعها جوابا عن السؤال عنه.