فحملت عليه طار بك حيث شئت"
"عن سليمان بن بريدة الأسلمي, عن أبيه: أن رجلا قال: يا نبي الله! هل في الجنة من خيل؟ قال: إن الله أدخلك الجنة, فر تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت"
"الله"مرفوع بفعل يفسره ما بعده, ولا يجوز رفعه على الابتداء لوقوعه بعد حرف الشرط.
وقوله: "فلا تشاء .... "إلى آخره جواب للشرط, وفيه حذف واختصار, وتقدير الكلام: إن أدخلك الله الجنة, فلا تشاء تحمل على فرس كذلك إلا حملت عليه, والمعنى: أن ما من شيء تشتهيه النفس إلا وتجده في الجنة كيف شاءت, حتى لو اشتهى أأن يركب فرسا على هذه الصفة لوجده, وتمكن منه.
ويحتمل أن يكون المراد: إن أدخلك الله الجنة, فلا تشاء أن يكون لك مركبا من ياقوتة حمراء تطير بك حيث شئت, ولا ترضى به, فتطلب فرسا من جنس ما تجده في الدنيا حقيقة وصفة, والمعنى: فيكون لك من المراكب ما يغنيك من الفرس المعهود, ويدل على هذا المعنى ما جاء في الرواية الأخرى, وهو: "إن أدخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان, فحملت عليه, طار بك حيث شئت"
ولعله –عليه السلام- لما أراد أن يبين الفرق بين مراكب الجنة ومراكب الدنيا, وما بينهما من التفاوت على سبيل التصوير والتمثيل,