الأجسام متأخرة عنهما في الحدوث والوجود, وقد سبق في (باب الإيمان بالقدر) مزيد تقرير وشرح لهذا الكلام.
...
١٤٤٠ – ٤٤٢٦ – وعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه, فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو, فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك"
"وعن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه, فجعل إبليس يطيف به, وينظر ما هو, فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك"
الأخبار متظاهرة على أنه تعالى خلق آدم من تراب قبض من وجه الأرض, وخمر حتى صار طينا, ثم تركه حتى صار صلصالا, وكان ملقى بين مكة وطائف ببطن نعمان, ولكن ذلك لا ينافي تصويره في الجنة, لجواز أن تكون طينته لما خمرت في الأرض, ونزلت فيها حتى مضت عليه الأطوار, واستعدت لقبول الصورة الإنسانية = حملت إلى الجنة, فصورت, ونفخ فيها الروح.
وقوله تعالى:{يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة}[البقرة:٣٥] لا دلالة له أصلا على أنه أدخل الجنة بعدما نفخ فيه الروح, إذ المراد بالسكون: الاستقرار والتمكن, والأمر به لا يوجب أن يكون قبل الحصول في الجنة, كيف وقد تظافرت الروايات على أن حواء خلقت من آدم في