فيه غرض لنفسه, لأنه قصد بالأولى أن يتخلف عن القوم بهذا العذر, فيفعل بالأصنام التي يعبدونها ما فعل, وبالثانية إلزام الحجة عليهم بأنهم ضلال سفهاء في عبادة ما لا يضر, ولا ينفع.
"وفيه: فأتى سارة فقال لها: إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك, فإن سألك فأخبريه: أنك أختي".
كان من ديدن هذا الجبار أو من دينه أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج, فلذلك قال: "إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك"
ويحتمل أن يكون المراد منه: أنه إن علم ذلك ألزمني بالطلاق, أو قصد قتلى حرصا عليك"
"وفيه: فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده, فأخذ –ويروى: فغط- حتى ركض برجله".
(الغط): الضغط وحبس النفس, والمراد به: الخنق هاهنا, أي: أخذ بمجاري نفسه حتى سمع له غطيط.
"ركض برجله" أي: ضرب, وأصل الركض: الدفع.
"وفيه: فأومئ يده مهيم"
هي كلمة يستفهم بها, ومعناها: ما حالك؟ وما شأنك؟ جعلت مفسرة للإيماء, أي: أومأ بيده إيماء يفهم منه معناها.
"وفيه: فتلك أمكم يا بني ماء السماء"
قيل: أراد بهم العرب, سموا بذلك, لأنهم يتبعون المطر,