ما ذكرناه, أي: لم يكن صدور هذا السؤال منه, لشك اختلج في صدره, إذ لو كان الشك يعتريه فنحن أحق بالشك منه, ولكنا لا نشك, فكيف يجوز أن يشك هو فيه؟!
وقوله بعد ذلك:"ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد"استعظام لما قاله, واستغرب لما بدر منه حينما أجهده قومه, فقال:{أو ءاوي إلى ركن شديد}[هود: ٨٠] , إذ لا يكن أشد وأمنع من الركن الذي كان يأوي إليه, وهو عصمة الله وحفظه.
...
١٤٤٤ – ٤٤٣٣ – وقال:"إن موسى صلوات الله عليه كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء, فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يتستر هذا التستر إلا من عيب بجلده: إما برص أو أدرة, وإن الله أراد أن يبرئه, فخلا يوما وحده ليغتسل, فوضع ثوبه على حجر, ففر الحجر بثوبه, فجمح موسى في إثره يقول: ثوبي يا حجر, ثوبي يا حجر, حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله, وقالوا: والله ما بموسى من بأس, وأخذ ثوبه وطفق بالحجر ضربا, فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه"ثلاثا أو أربعا أو خمسا.
"وفي حديثه الذي بعد هذا الحديث: فجمح موسى في إثره"