للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة, فوالذي نفسي بيده, ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال, ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته, فمطرنا يومنا ذلك, ومن الغد, ومن بعد الغد, حتى الجمعة الأخرى, فقام ذلك الأعرابي, أو غيره, فقال: يا رسول الله! تهدم البناء, وغرق المال, فادع الله لنا, فرفع يديه وقال: "اللهم! حوالينا ولا علينا" فما يشير إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت, وصارت المدينة مثل الجوية, وسال الوادي قناة شهرا, ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود.

وفي رواية: قال: "اللهم! حوالينا ولا علينا, اللهم! على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر", قال: فأقلعت, وخرجنا نمشي في الشمس.

"وفي حديث أنس: وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا"

"الجوبة"في الأصل: المكان المتسع الفارغ بين البيوت, والمراد بها: الفرجة في السحاب انقشعت الغمام عما يسامت المدينة, وأحاطت بما حولها بحيث صار جو المدينة مثل الجوبة.

و"قناة": نصب على الحال, أو المصدر على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه, أي: مثل القناة, أو سيلان القناة في الدوام والاستمرار والقوة والمقدار.

<<  <  ج: ص:  >  >>