"وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبي بكر, ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر, ولكن أخوة الإسلام ومودته, لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر"
"أمن": صيغة تفضيل من من يمن عليه منا: إذا بدل, لا من من عليه منة, فإن الامتنان من الناس سيما على الرسول -صلوات الله عليه- مذموم.
و (الخليل): الصاحب الواد الذي يفتقر إليه, ويعتمد في الأمور عليه, فإن أصل التركيب للحاجة.
والمعنى: لو كنت متخذا من الخلق خليلا أراجع إليه في الحاجات وأعتمد عليه في المهمات لاتخذت أبا بكر, ولكن الذي ألجأ إليه وأعتمد عليه في جملة الأمور ومجامع الأحوال هو الله تعالى.
وإنما سمي إبراهيم عليه السلام خليلا من الخلة -بالفتح- التي هي الخصلة, فإنه تخلق بخلال حسنة اختصت به, أو من التخلل, فإن الحب تخلل شغاف قلبه, واستولى عليه, أو من الخلة من حيث إنه -عليه السلام- ما كان يفتقر حال الافتقار إلا إليه, وما كان يتوكل إلا عليه, فيكون فعيلا بمعنى فاعل, وفي الحديث بمعنى مفعول.
وقوله:"ولكن أخوة الإسلام": استدراك عن مضمون الجملة