" عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنه - عليه السلام - قال: أعتموا بهذه الصلاة , فإنكم قد فضلتم بها " الحديث.
(أعتم الرجل): إذا دخل العتمة , كما يقال: أصبح: إذا دخل في الصباح , والعتمة: ظلمة الليل , وقال الخليل: العتمة من الليل ما بعد غيبوبة الشفق , [أي: صلوها بعدما] دخلتم الظلمة , وتحقق لكم سقوط الشفق , ولا تستعجلوا فيها , فتوقعوها قبل وقتها , وعلى هذا لم يدل على أن التأخير فيه أفضل , ويحتمل أن يقال: إنه من العتم الذي هو الإبطاء , يقال: أعتم الرجل قراه: إذا أخره.
والتوفيق بين قوله:" لم تصلها أمة قبلكم " وقوله في حديث جبريل:" هذا وقت الأنبياء من قبلكم ": أن يقال - والله أعلم -: إن صلاة العشاء كانت تصليها الرسل نافلة لهم , ولم تكتب على أممهم كالتهجد , فإنه وجب على الرسول - صلوات الله عليه - ولم يجب علينا , أو يجعل هذا إشارة إلى وقت الإسفار , فإنه قد أشرك فيه جميع الأنبياء الماضية والأمم الدارجة , بخلاف سائر الأوقات.