بلال بالصلاة , فصلى ولم يتوضأ ", وكان يعتاد أن يصلي ركعتي الصبح , ثم يضطجع حتى يأتيه المؤذن ويعلمه , فيخرج للفرض , وقد صرحت به عائشة) وإنما لم يتوضأ).
" وقد نام حتى نفخ " أي: تنفس بصوت , لأن النوم لا ينقض الطهر بنفسه , بل لأنه مظنة خروج الخارج , ولذلك لا ينتقض وضوء من نام قاعدا ممكنا مقعده على الأرض , وإليه أشار - عليه السلام - بقوله: " وكاء السه العينان" , ولما كان قلبه - صلوات الله عليه - يقظان لا ينام لم يكن نومه مظنة في حقه , فلا يؤثر , ولعله أحس بتيقظ قلبه بقاء طهره.
و (النور): ما يتبين به الشيء ويظهر , ومعنى طلب النور للأعضاء: أن تتحلى بأنوار المعرفة والطاعة , وتعرى عن الظلم الجهالة والمعاصي.
وللجهات الست طلب الهداية للنهج القويم والصراط المستقيم , وأن يكون جميع ما تصدى وتعرض له سببا لمزيد علمه وظهر أمره , وأن يحيط به يوم القيامة , فيسعى خلال النور , كما قال تعالى في حق المؤمنين: {نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم} [التحريم: ٨].
ثم لما دعا أن يجعل لكل عضو من أعضائه نورا يهتدي به إلى كماله , وأن يحيط به من جميع الجوانب , فلا يخفى عليه شيء , ولا ينسد عليه طريق = دعا أن يجعل له نورا به يستضيء الناس , ويهتدون إلى سبيل معاشهم ومعادهم في الدنيا والآخرة.
وقوله في رواية الأخرى: (ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما