٢٩١ - ٨٧٣ - وقال: " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر , يقول: من يدعوني فأستجيب له , من يسألني فأعطيه , من يستغفرني فأغفر له ".
وفي رواية: " ثم يبسط يديه يقول: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم؟ حتى يتفجر الفجر".
وفي رواية: " يكون كذلك حتى يضيء الفجر , ثم يعلو ربنا إلى كرسيه ".
" وقال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة " الحديث.
لما ثبت بالقواطع العقلية والنقلية أنه تبارك وتعالى منزه عن الجسمية والتحيز والحلول , امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع أعلى إلى ما هو أخفض منه , بل المعنى به عما ذكره أهل الحق: دنو رحمته , ومزيد لطفه على العباد , , وإجابة دعوتهم , وقبول معذرتهم , كما هو ديدن الملوك الكرماء والسادة الرحماء إذا نزلوا بقرب قوم محتاجين ملهوفين فقراء مستضعفين.
وقد روي: " يهبط من السماء العليا إلى السماء الدنيا " أي: ينتقل من مقتضى صفات الجلال التي تقتضي الأنفة من الأرذال , وعدم المبالاة , وقهر العداة , والانتقام من العصاة , إلى مقتضى صفات الإكرام المقتضية للرأفة والرحمة , وقبول المعذرة , والتلطف بالمحتاج , واستعرض الحوائج , والمساهلة , والتخفيف في الأوامر