" لا يتمنى": نهي أخرج في صورة النفي للتأكيد , ولأن الظاهر من أحوال الناس أنهم لا يتمنون الموت , وإن لم يرد النهي عنه.
و" إما محسنا " تقديره: إن كان محسنا , فحذف الفعل بما استكن فيه من الضمير , ثم عوض عنه (ما) وأدغم في ميمها النون , ويحتمل أن يكون "إما": الحرف القاسم , و" محسنا ": منصوب بأنه خبر كان , والتقدير: إما أن يكون محسنا , أو حال , والعامل فيه ما دل عليه الفعل السابق , أي: إما أن يتمناه محسنا.
وقوله:" فلعله أن يستعتب " أي: يطلب العتبى , وهو الإرضاء , وكذا الإعتاب , والمراد منه: أن يطلب رضا الله بالتوبة ورد المظالم وتدارك الفائت.
...
من الحسان:
٣٥٦ - ١١٤٢ - وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: " استحيوا من الله حق الحياء ", قالوا: إنا نستحيي من الله يا نبي الله! والحمد لله , قال:" ليس ذلك , ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى , وليحفظ البطن وما حوى , وليذكر الموت والبلى , ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا , فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء ", غريب.