للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جاد بنفسه: إذا مات.

قوله: " فجعلت عينا الرسول صلى الله عليه وسلم تذرفان " أي: تدمعان , فقال عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! ", أي: وأنت أيضا تتفجع للمصائب تفجع غيرك؟ استغرب منه البكاء من حيث إنه يدل على ضعف النفس والعجز عن مقاومة المصيبة بالصبر , ويخالف ما عهده من الحث على الصبر والنهي عن الجزع , فأجاب عنه وقال: " إنها رحمة " أي: الحال التي تشاهدها مني يا ابن عوف رقة وترحم على المقبوض , ينبعث عن التأمل فيما هو عليه , لا ما توهمت من الجزع وقلة الصبر , ثم فصل ذلك وقال: " إن العين تدمع , والقلب يحزن , ولا نقول إلا ما يرضي ربنا , وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ".

...

٣٧٢ - ١٢٢٢ - وقال أسامة بن زيد: أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه: إن ابنا لي قبض فأتنا , فأرسل يقريء السلام ويقول: " إن لله ما أخذ , وله ما أعطى , وكل عنده بأجل مسمى , فلتصبر ولتحتسب " , فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها , فقام ومعه سعد بن عبادة ورجال , فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع , ففاضت عيناه , فقال سعد: يا رسول الله! ما هذا؟ , قال: " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده , فإنما يرحم الله من عباده الرحماء ".

<<  <  ج: ص:  >  >>