للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تلك الصفائح النارية تحمى مرة ثانية في نار جهنم , ليزيد حرها ولهبها , ويشتد إحراقها , " فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ", لأنه جمع المال , فأمسكه ولم يصرف مصارفه , ليتحصل له به وجاهة عند الناس وترفه وتنعم في المطاعم والملابس والمساكن , فيكوى جنبه وظهره على المأكولات الهنية اللذيذة , فينفخ ويقوى منها , ويحوي عليها بالثياب الفاخرة والملابس الناعمة , ويلتذان بها , ويحوي نقصا لغرضه سببا لتألمها وعذابها , أو لأنه ازور عن الفقير في المجلس , وأعرض عنه وولاه ظهره , أو لأنها أعرف الأعضاء الظاهرة , لاشتمالها على الأعضاء الرئيسة التي هي الدماغ والقلب والكبد , وقيل: المراد بها: الجهات الأربع التي هي مقاديم البدن ومآخره وجنبتاه.

" كلما بردت أعيدت له " معناه: دوام التعذيب , واستمرار شدة الحرارة في تلك الصفائح استمرارها في حديدة محماة ترد إلى الكثير , وتخرج منها ساعة فساعة.

" في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " يريد به: يوم القيامة , ويشهد له قوله: " حتى يقضى بين العباد , فيرى سبيله إما إلى الجنة " إن لم يكن له خطيئة سواه , أو كانت ولكنه سبحانه تداركه بعفوه , " أو إلى النار " إن كان على خلاف ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>