للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العروج من عالم الشهادة إلى عالم الغيب, وتنزيه السر عن المتخيلات والمحسوسات, والتطواف حول الأمور الكلية والأمور الأولية المتعالية عن تعلقات الحس والخيال, وتطهر القصد عن أن يحوم حول الحظوظ الحيوانية, واللذائذ الجسمانية, وفيقبل بشراره على اللع تعالى شوقا إلى لقائه, مقصور الهم على معارفته ومطالعة جماله حتى يصل إلى جناب العز, وينزل بحبوحة القدس.

(السلام)

مصدر نعت به, والمعنى: ذو السلامة من كل آفة ونقص, أي: الذي سلم ذاته عن الحدوث والعيب وصفاته عن النقص, وأفعاله عن الشر المحض, فإن ما نراه من الشرور فهي مقضية لا لأنها كذلك, بل لما تتضمنه من الخير الغالب المؤدي تركه إلى شر عظيم, فالمقضي والمفعول بالذات هو الخير, والشر داخل تحت القضاء, وعلى هذا يكون من أسماء التنزيه.

وقيل: معناه: مالك تسليم العباد من المخاوف والمهالك, فيرجع إلى القدرة, فيكون من صفات الذات.

وقيل: ذو السلام على المؤمنين في الجنان, كما قال تعالى: {سلام قول من رب رحيم} [يس: ٥٨] , فيكون مرجعه إلى الكلام القديم.

<<  <  ج: ص:  >  >>