" عن الأغر بن يسار المزني: أنه عليه الصلاة والسلام قال: إنه ليغان على قلبي, وإني لأستغفر في اليوم مئة مرة ".
أي: يطبق على قلبي إطباق الغين وهو الغيم, يقال: غينت السماء تغان, والجار والمجرور في محل الرفع لإسناد الفعل إليه, والمعنى: إنه ليغشى على قلبي ما لا يخلو البشر عنه من سهو أو التفات إلى حظوظ النفس من مأكول ومنكوح ونحو ذلك, فإنه يكون كحجاب وغيم يطبق على قلبه, فيحول بينه وبين الملأ الأعلى حيلولة تصده عن تلقي الوحي, ومشاهدة جناب القدس, حسبما كان له في سائر أوقاته التي أشار إليها بقوله:" لي مع الله وقت " فيستغفر الله تصفية وتجلية للقلب, وإزاحة للغاشية, وكشفا للحجاب العارض.
وهو وإن لم يكن ذنبا, لكنه – من حيث إنه بالنسبة إلى سائر أحواله نقص وهبوط إلى حضيض البشرية, والتفات إلى عالم الزور – يشبه الذنب, فيناسب الاستغفار.