(وجه الله) مجاز عن ذاته, تقول العرب: أكرم الله وجهك, بمعنى: أكرمك, وقال تعالى:{كل شيء هالك إلا وجهه}[القصص: ٨٨] أي: ذاته, و (الكريم) يطلق على الشريف النافع الذي يدوم نفعه ويسهل تناوله, و (الكلمات التامات): مر تفسيرها, والإستعاذة بها بعد الاستعاذة بذاته تعالى إشارة إلى أنها لا توجد نابضة حركة, ولا قابضة سكون من خير أو شر, إلا بأمره التابع لمشيئته, كما قال تعالى:{إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}[النحل: ٤٠].
" ما أنت آخذ بناصيته " أي: ما هو في ملكتك وتحت سلطانك, وأنت متمكن من التصرف على [ن] تشاء, والأخذ بالناصية كناية عن الاستيلاء والتمكن من التصرف فيه, وإنما عدل إلى هذه العبارة ولم يقل:[من شر] كل شيء, إشعارا بأنه المسبب لكل ما يضر وينفع والمرسل له, لا يقدر أحد على منعه, ولا شيء ينفع في دفعه, وإليه أشار بقوله: " لا يهزم جندك ولا ينفع ذا الجد منك الجد ": فلا مفر منه إلا إليه, ولا معاذ يستعاذ به سواه.
و" المغرم " في الأصل: ما يلزم الإنسان من غرم, وقد يعمم فيطلق لما يحيق حاله من خسران.
و" المأثم " والإثم: وهو الوقوع في الذنب, و" الجد ": الحظ والإقبال في الدنيا.