رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم, ولحله قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك, كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ".
[باب الإحرام والتلبية]
(من الصحاح):
" قالت عائشة - رضي الله عنها -: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم, ولحله قبل أن يطوف بالبيت, بطيب فيه مسك, كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ".
(الحل): الإحلال, و (الوبيص): اللمعان, يقال: وبص البرق وغيره: إذا لمع, و (المفارق): جمع المفرق, وهو وسط الرأس وإنما ذكرت بلفظ الجمع تعميما لجوانب الرأس التي يفرق فيها, والمراد بوبيص الطيب فيها وهو محرم أن فتات الطيب كان يبقى عليها بعد الإحرام بحيث يلمع فيها.
وفي هذا الحديث ثلاث فوائد:
الأولى: أن التطيب للإحرام والإحلال سنة, لمداومة الرسول - صلوات الله عليه - عليه.
والثانية: لأن لا كراهية ولا فدية في التطييب قبل الإحرام بطيب يبقى أثره بعد الإحرام, وهو مذهب أكثر علماء الصحابة, وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق, وكرهه مالك, وأوجب أبو حنيفة الفدية