" عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بذي الحليفة, ثم دعا بناقته فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن, وسلت الدم [عنها] , وقلدها نعلين, ثم ركب راحلته, فلما استوت به على البيداء أهل بالحج ".
" دعا بناقته " أي: دعا أن يؤتى بناقته, أي: الناقة التي أراد أن يجعلها هديا, ولعلها كانت من جملة رواحله.
" فأشعرها " أي: أعلمها, من: الشعور, والمعنى: أنه طعن في صفحة سنامها الأيمن حتى يسيل منه الدم, فيعلم أنه هدي.
" وسئلت الدم " أي: قطعه وأماطه, من قولهم: سلتت المرأة خضابها: إذا أزالته, وأصله: القطع, يقال: سلت فلان أنف فلان: إذا قطعه, وكان من عادة أهل الجاهلية إشعار الهدي وتقليده بنعل أو عروة أو لحاء شجرة أو غير ذلك, ليشعر بأنه هدي خارج عن ملك المهدي, فلا يتعرض له السراق وأصحاب الغارات.
فلما جاء الإسلام ورأى عرضهم في ذلك معنى صحيحا قرر ذلك, وذهب أكثر العلماء إلى أن إشعار الهدي وتقليده على ما جاء في الحديث سنة.