النحر؟ " قيل: نعم, قال:" فانفري ", ظنت صفية أن طواف الوداع كطواف الزيارة في تمام الحج في أنه لا يجوز تركها بالأعذار, فقالت:(ماأراني) , أي: ما أظنني (إلا حابستكم) أي: عن الرحلة إلى المدينة, فتوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت قولها, لأنها قصرت فلم تطف للزيارة, ولذلك دعا عليها, فسأل أنها: هل طافت يوم النحر؟ فلما علم أنها طافت للزيارة أمرها بالنفار.
و"عقرى حلقى): منصوبتان على المصدر, فكان الأصل فيهما أن ينونا كسائر المصادر المنكرة الواقعة في الدرج, غير أنه أبدلت التنوين بالألف إجراء للوصل مجرى الوقف, والتقدير: عقرها عقرا, وحلقها حلقا.
والعقر: قطع العصب, والحلق: توجع الحلق, وقيل: المراد به: حلق الشعر, لأنهن يفعلن ذلك في شدائد المصائب, هذا وأمثال ذلك مثل: ثكلتك أمك, وتربت يمينك, ولا أبا لك, مما يقع في كلامهم, للدلالة على تهويل الخبر وأن ما سمعه لم يوافقه, لا للقصد إلى وقوع مدلوله الأصلي والدلالة على التماسه.
...
من الحسان:
٥٦٢ - ١٩٤١ - عن رافع بن عمرو المزني قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة