للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ

بالله, ولينته ".

" وعنه, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يأتي الشيطان أحدكم " الحديث.

إنما أمره بالاستعاذة والاعراض ولم يأمر بالتأمل والنظر فيه لوجهين:

أحدهما: أن السبب في اعتوار أمثال ذلك احتباس المرء في عالم الحس, وما دام هو كذلك

لا يزيد فكره إلا انهماكا في الباطل وزيغا عن الحق.

وثانيهما: أن العلم باستغناء الواجب لذاته عن المؤثر والموجد أمر ضروري, لا يقبل

الاحتجاج والمناظرة له وعليه, فمن وقع له زيغ فيه فليس ذلك إلا لتسلط وهمه, ونقصان

عقله, واستيلاء الوساوس عليه, ومن كان هذا حاله فلا علاج له إلا بالاستعاذة بالله

والاستعانة منه, والاستعداد بالمجاهدة والرياضة, فإنها تزيل البلادة, وتصفي الذهن

ونزكي النفس.

...

٣٠ – ٤٨ – وقال:" ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ", قالوا: وإياك

يا رسول الله! قال: " وإياي, إلا أن الله أعانني عليه فأسلم, فلا يأمرني إلا بخير ", رواه ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>