للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله لها:" أين الله؟ وفي رواية: " أين ربك؟ " لم يرد به السؤال عن مكانه, فإنه منزه عنه, والرسول أعلى من أن يسأل أمثال ذلك, بل أراد به أن يتعرف أنها موحدة أو مشركة, لأن كفار العرب كانوا يعبدون الأصنام, وكان لكل قوم منهم صنم مخصوص, يكون فيما بينهم, يعبدونه ويعظمونه, ولعل سفاءهم وجهلتهم كانوا لا يعرفون معبودا غيره, فأراد أن يتعرف أنها ما تعبد, فلما قالت: في السماء, وفي رواية: أشارت إلى السماء فهم منها أنها موحدة, تريد بذلك نفي الآلهة الأرضية التي هي الأصنام, لا إثبات السماء مكانا له, تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

أو لأنه لما كان مأمورا بأن يكلم الناس على قدر عقولهم, ويهديهم إلى الحق على حسب فهمهم, ووجدها تعتقد أن المستحق للعبودية إله يدبر الأمر من السماء إلى الأرض, لا الآلهة التي يعبدها المشركون, قنع منها بذلك, ولم يكلفها اعتقاد ما هو صرف التوحيد, وحقيقة التنزيه.

واستفسار الرسول عن إيمانها عقيب استئذانه عن إعتقادها من الرقبة الواجبة عليه, وترتيب الإذن على قوله: " إنها مؤمنة " بالفاء = يدلان على أن الرقبة المحررة عن الكفارات لابد وأن تكون مؤمنة.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>