للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كيف يفعل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أنزل فيك وفي صاحبتك, فاذهب, فأت بها, قال سهل: فتلاعنا في المسجد, وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما فرغا قال عويمر: كذبت عليها إن أمسكتها, فطلقها ثلاثا, ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروا فإن جاءت به أسحم, أدعج العينين, عظيم الإلتين, خدلج الساقين, فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها, وإن جاءت به أحيمر, كأنه وحرة, فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها, فجاءت به على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر, فكان بعد ينسب إلى أمه ".

(عويمر هذا): عويمر بن أبيض, أنصاري من يني عمرو بن عوف.

وكيفية التلاعن مذكورة في القرآن, مشروحة في الكتب الفقية, ولها أحكام, ومن جملتها: حصول الفرقة بينهما على التأبيد عند عامة أهل العلم, لكنهم اختلفوا في أن الموجب للفرقة لعان الرجل وحده, أو لعانهما معا, من غير افتقار إلى حكم الحاكم, أو معه, والأول مذهب الشافعي, والثاني مذهب مالك وداود وزفر وإحدى الروايتين عن أحمد, والثالث مذهب أبي حنيفة والرواية الأخرى عن أحمد.

وحكى عن أبي حنيفة أنه قال: يرتفع التحريم بأن يكذب الرجل نفسه, وعلى هذا لا يكون التحريم مؤبدا.

وعن عثمان البتي أنه قال: لا يتعلق التحريم به أصلا, واحتج بأن عويمرا طلقها ثلاثا بعد التلاعن, ولو كانت الفرقة حاصلة بمجرد

<<  <  ج: ص:  >  >>