للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تقديره: وإما فاطرحني] (١).

الوجه الثالث: أن "إما" الثانية لا بد من اقترانها بالواو ولا تحذف (٢) الواو معها إلا ضرورة، كقول الشاعر:

يا ليتما أمُّنا (٣) شالت نعامتها ... إما إلى جنة إما (٤) إلى نار (٥)


= وما أدري إذا يممت أمرًا ... أريد الخير أيهما يليني
أالخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني
قوله: "غثي" الغث: الرديء، قوله: "سميني" السمين: الجيد، والمعنى: أعرف منك مساوئي من محاسني؛ فإن المؤمن مرآة أخيه، أو أعرف ما يضرني منك مما ينفعني وأميز بينهما، قوله: "وإلا فاطرحني" أي: اتركني، وهو افتعال من الطرح.
انظر: ديوان المثقب العبدي، تحقيق حسن الصيرفي ص ٢١١، ٢١٢، رصف المباني ص ١٨٦، أمالي الشجري ٢/ ٣٣٤، خزانة الأدب ٤/ ٤٢٩، رقم الشاهد (٨٩٩)، المقرب لابن عصفور ١/ ٢٣٢، شرح الأشموني ٢/ ١١٢، الجنى الداني ص ٥٣٢، مغني اللبيب ١/ ٦١، ديوان المفضليات للمفضل الضبي ص ٥٨٧، ٥٨٨.
(١) المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(٢) في ط: "يحذف".
(٣) المثبت من ز، وفي الأصل: "يا ليت أمنا"، وفي ط: "ما أهنا".
(٤) في ط: "وإما".
(٥) روي هذا البيت:
يا ليتما أمنا شالت نعامتها ... أيما إلى جنة أيما إلى نار
قائل هذا البيت هو سعد بن فرط العبدي وهو الصحيح، وقيل: الأحوص الأنصاري.
وقصة هذا البيت أن سعد تزوج امرأة نهته عنها أمه فقالت:
لعمري لقد أخلفت ظني وسؤتني ... فجزت بعصياني الندامة فاصبر
فأجابها ابنها وكان شريرًا عاقًا لأمه فقال:
يا ليتما أمنا شالت نعامتها ... أيما إلى جنة أيما إلى نار
إلى أن قال: =