للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك يفهم من قول الملك لوزيره: قل لفلان: افعل كذا، كون فلان مأمورًا.

أجيب عن الأول: بأن كوننا مأمورين لم يفهم ذلك من مجرد الصيغة، وإنما فهم ذلك من دليل آخر وهو قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (١).

وأجيب عن الثاني: بأن فهم الأمر (٢) من قول الملك لوزيره [إنما هو بحصول (٣) العلم بأنه مبلغ لأمر (٤) الملك للرعية، وقد تقدم ما يراد (٥) به] (٦) إنما هو (٧) التبليغ فهو أمر بإجماع.

قوله: (كقوله عليه السلام: "مروهم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر").

هذا مثال الأمر بالأمر (٨)؛ لأنه عليه السلام أمر أولياء الصبيان بأن يأمروهم بالصلاة لسبع سنين، فلا يكون هذا الحديث أمرًا للصبيان بالصلاة، لأن الأمر بالأمر لا يكون أمرًا، وإنما فهم أمر الصبيان بالمندوبات من حديث آخر وهو حديث الخثعمية؛ لأنها أخذت بضَبْعي (٩) صبي فقالت: ألهذا


(١) آية ٧ من سورة الحشر.
(٢) في ز: "الأول".
(٣) في ط: "لحصول".
(٤) في ط: "الأمر".
(٥) في ط: "قصد".
(٦) المثبت بين المعقوفتين من ط وز، ولم يرد في الأصل.
(٧) "إنما هو" ساقطة من ط.
(٨) في ط: "بالأمر بالشيء".
(٩) في اللسان (٨/ ٢١٦) "الضَّبْع: ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه، تقول: أخذ بضَبْعيه أي: بعضُديه".