للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التأثيم (١).

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} (٢) (٣).

وقوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} (٤)، والظن ليس من جنس العلم (٥).

وقوله تعالى: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} (٦)، فعاصم


(١) قال أَبو يعلى والآمدي: إن إلا هنا بمعنى لكن فلا يكون استثناء، وقيل: هو استثناء متصل لأن السلام في الجنة لغو لحصول الأمان لأهلها، وأجيب عن هذا بأنه وإن انتفت الحاجة للدعاء فإن في السلام أمورًا أخرى يقع في الجنة لأجلها، فهو: تحية، وحسن لقاء، ومسموع شهي للنفس، وغير ذلك، فلا يكون الاستثناء متصلاً، ويكون الانقطاع من جهة اختلاف الجنس.
انظر: العدة ٢/ ٦٧٦، والإحكام للآمدي ٢/ ٢٩٦، والاستغناء ص ٤٨٧، ٥١٧.
(٢) سورة النساء آية رقم ٢٩.
(٣) قال الرازي: اتفق النحاة على أنه ليس باستثناء، وإلا بمعنى لكن، أو بمعنى سوى، وقال الآمدي وأبو يعلى: إلا بمعنى لكن.
قلت: سبق في صفحة ٧٥ من هذا المجلد أن الانقطاع في الآية من جهة الحكم بغير النقيض لا من جهة اختلاف الجنس كما قرره القرافي، وقد استدل بها الشوشاوي هنا مع أنه حصر الخلاف في اختلاف الجنس، والله أعلم.
انظر: العدة ٢/ ٦٧٦، والمحصول ١/ ٣/ ٥٢، وإحكام الآمدي ٢/ ٢٩٦، والاستغناء ص ٥١٧.
(٤) سورة النساء آية رقم ١٥٧.
(٥) قيل: إلا بمعنى لكن، وقيل: إن الظن كان عندهم علمًا، وقد قال فيها الرازي كقوله في الآية السابقة من حيث اتفاق النحاة على أنها بمعنى لكن أو سوى.
انظر: العدة ٢/ ٦٧٦، والمحصول ١/ ٣/ ٥٢، والوصول لابن برهان ١/ ٢٤٧، والإحكام للآمدي ٢/ ٢٩٦، وشرح الكوكب المنير ٣/ ٢٨٨.
(٦) سورة هود آية رقم ٤٣.