للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعمى، فنزل قوله تعالى: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} (١)، فهذا يدل على جواز تأخير الاستثناء مطلقًا (٢).

أجيب عنه: بأنه خبر واحد والمسألة علمية ولا يكتفى فيها بالظن.

وحجة القول بتقييد ذلك بسنة (٣) كما روي عن ابن عباس: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ ...} (٤) الآية إلى قوله: {مُهَانًا} (٥) نزلت هذه الآية فلما كان بعد سنة نزل قول الله تعالى: {إلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَاُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} (٦) (٧).


(١) هذا الأثر ثابت في البخاري وغيره من طرق كثيرة، من حديث البراء، وحديث زيد ابن ثابت، وغيرهما، وهو مشهور بين المفسرين.
انظر: فتح الباري ٦/ ٤٤، ٨/ ٢٥٩، والترمذي الأحاديث رقم ٣٠٣١، ٣٠٣٢، ٣٠٣٣، مسند أحمد ٤/ ٢٨٢، ٢٨٤، ٢٩٠، ٢٩٩.
وانظر: تفسير ابن كثير ١/ ٥٤٠، حيث جمع طرق أحاديثه.
وانظر: أسباب النزول للواحدي ص ١١٧، واللباب للسيوطي ص ٧٨، والصحيح المسند من أسباب النزول ص ٤٦.
(٢) ذكره القرافي في شرحه دليلًا مطلقًا، وذكره الجلال في شرح جمع الجوامع دليلًا لجوازه في كتاب الله، وقال البناني: "يصح الاستدلال به للقائلين بجوازه في المجلس، وهو المروي عن الحسن وعطاء" اهـ.
انظر: جمع الجوامع ٢/ ١١، وشرح القرافي ص ٢٤٣.
(٣) "سنة" في ز.
(٤) سورة الفرقان آية رقم ٦٨.
(٥) سورة الفرقان آية رقم ٦٩.
(٦) سورة الفرقان آية رقم ٧٠.
(٧) روى الشيخان هذا الأثر عن ابن عباس من طريق منصور بن المعتمر عن سعيد بن جبير عنه، فانظر: الفتح ٨/ ٤٩٤، ومسلم الحديث رقم ٣٠٢٣، ورواه أيضًا أبو داود برقم ٤٢٧٣، والطبري في التفسير ١٩/ ٢٧.
وليس فيه النص على السنة، وإنما فيه: أن أهل مكة قالوا: إن فينا من عبد الأصنام وقتل وأتى الفواحش، فأنزل الله: {إِلَّا مَنْ تَابَ} ... الآية.
وانظر: لباب النقول للسيوطي ص ١٦٣، والصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي ص ١٠٣.