للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحجة القول بتقييد ذلك بمشيئة الله تعالى: قوله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إلا أَن يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} (١) وبيان ذلك: أنه عليه السلام سأله (٢) اليهود عن لبث (٣) أصحاب الكهف، قال لهم: غدًا أجيبكم، ولم يقل: إن شاء الله، فتأخر عنه الوحي بضعة عشر يومًا، ثم نزل قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إلا أَن يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن شاء الله"، إلحاقًا لقوله أولًا: "غدًا أجيبكم" (٤) (٥)، ومعنى قوله تعالى: {وَاذْكر (٦) رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}: [إن لم تستثن عند] (٧) القول فاستثن بعد ذلك (٨)، والمراد


(١) سورة الكهف الآيتان رقم ٢٣، ٢٤.
(٢) "سألته" في ز.
(٣) "ليت" في ز.
(٤) أخرج هذا الأثر ابن جرير في التفسير ١٥/ ١١٨، ولكنه مختلف عما هنا؛ حيث إن مشركي قريش بعثوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود ليسألوهم عن محمد، فأمرهم يهود بسؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أصحاب الكهف، وعن لقمان، وعن الروح، فلما عادوا لمكة سألوه ... إلخ القصة، وانظر: ابن كثير ٣/ ٧١، واللباب للسيوطي ص ١٤٣.
(٥) انظر هذا الدليل: في الإحكام للآمدي ٢/ ٢٩٠، والعضد على ابن الحاجب ٢/ ١٣٧، ١٣٨، وتيسير التحرير ١/ ٢٩٩، والإبهاج ٢/ ١٥٤، وقواعد ابن اللحام ص ٢٥١، وشرح القرافي ص ٢٤٤.
(٦) "اذكر" في ز.
(٧) ما بين المعقوفتين ساقط من ز، وفيها بدله: أي: إذا نسيت أن تستثني بعد. اهـ.
(٨) نقل ابن جرير عن أبي العالية أن معناه: إذا نسيت الاستثناء ثم ذكرت فاستثن. اهـ.
وحكاه ابن كثير عن الحسن البصري، وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنه فيما حكاه ابن كثير.
انظر: تفسير الطبري ١٥/ ١٤١، وابن كثير ٣/ ٧٩، وشرح القرافي ص ٢٤٣.