للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجيب عن هذا الدليل: بأن (١) العباد في قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي} أعم من بني آدم والجن والملائكة؛ لأن لفظ العباد صادق على الكل، فمعلوم أن الغاوين أقل من الملائكة، فكيف [إذا ضم] (٢) إليهم صالحو بني آدم [وصالحو الجن] (٣) (٤) وقد قال عليه السلام: "إن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من الملائكة لا يرجعون إليه أبدًا" (٥)، وفي حديث آخر: "إن الملائكة في الحشر يطوفون بمن فيه سبعة أدوار" (٦).


(١) "أن" في ز.
(٢) ساقط من الأصل.
(٣) ساقط من ز.
(٤) أجيب عنه أيضًا بأنه منقطع مقدر بلكن.
انظر لهذين الجوابين وغيرهما: العدة ٢/ ٦٦٨، والروضة ص ٢٥٥، والمسودة ص ١٥٥، والإحكام للآمدي ٢/ ١٩٧، والإبهاج ٢/ ١٥٧، وشرح القرافي ص ٢٤٥، والاستغناء ص ٥٤٠، ٥٤٤.
(٥) هذا الحديث أصله في الصحيحين وغيرهما؛ إذ هو جزء من حديث الإسراء والمعراج الطويل، الذي فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي الأنبياء وفرضت عليه الصلاة، وقد ورد بألفاظ عديدة وليس فيما رأيته منها قوله: ملك من الملائكة، بل تقتصر كلها على قوله: "ملك".
انظر: الفتح ٦/ ٣٠٣، ومسلم رقم ١٦٢، ١٦٤، ومسند أحمد ٣/ ١٤٩، ١٥٣، و٤/ ٢٠٧، ٢٠٩، ٢١٠.
(٦) هذا الحديث يذكره بمعناه المفسرون عند الكلام على قول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائكَةُ تَنْزِيلًا} [الفرقان: ٢٥].
وهو موقوف على ابن عباسَ أنه قرأ الآية، وقال: تشقق سماء الدنيا وتنزل الملائكة على كل سماء، وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإنس، فيقولون: أفيكم ربنا؟ فيقولون: لا، ثم ينزل أهل السماء الثانية وهم أكثر من أهل السماء الدنيا وأهل الأرض، فيقولون: أفيكم ربنا؟ فيقولون: لا ... إلى آخر الحديث؛ حيث عدهم إلى السابعة. وقد رواه الحاكم في المستدرك، وقال: رواته محتج بهم إلا علي بن =