للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال سيف الدين الآمدي: وكذلك الحنابلة قالوا به أيضًا (١).

حجة الجمهور: عدم الإشعار (٢) بالعلة لجموده، بخلاف غيره من سائر المفهومات، فإنها كلها تشعر بالعلة (٣).

وحجة أخرى (٤): أن مفهوم اللقب لو كان دليلاً للزم منه تكفير من قال: زيد موجود، وكذلك من قال: محمد رسول الله، وذلك إذا قلنا: مفهوم اللقب حجة، فإن مفهوم قولك: زيد موجود، أن غيره غير موجود (٥)، فيقتضي أن الله تعالى غير موجود، وهو كفر؛ لأنه خرق الإجماع.

وكذلك إذا قال القائل: محمد رسول الله، يقتضي أن غيره من (٦) الأنبياء كعيسى وموسى ليس رسول (٧) الله، وهو أيضًا كفر؛ لأنه خرق


(١) هو المشهور من مذهب الحنابلة، وحملت عليه روايات وردت عن أحمد رحمه الله. ونسب إلى مالك رحمه الله القول به، ويروى عن أبي بكر الصيرفي من الشافعية، وابن خويز منداد من المالكية، وصحح القول به ابن فورك واختار أبو البركات الأخذ به إذا كان بعد سابقة ما يقتضي التعميم، وأخذ به قوم في أسماء الأجناس كالغنم، دون أسماء الأشخاص كزيد.
انظر: العدة لأبي يعلى ٢/ ٤٥٣، ٤٥٥، والوصول لابن برهان ١/ ٣٤١، والإحكام للآمدي ٣/ ٩٥، وإحكام الفصول للباجي ٢/ ٥٨٥، والإبهاج ١/ ٣٧٠، وجمع الجوامع ١/ ٢٥٤، ومفتاح الوصول ص ٩٧، وشرح العضد ٢/ ١٨٢، وتمهيد الإسنوي ٢٦١، ومختصر ابن اللحام ص ١٣٤، والمسودة ص ٣٥٢.
(٢) "الأشعلى" في ز.
(٣) انظر: المعتمد ١/ ١٦٠، وشرح المسطاسي ص ٢٦، وشرح القرافي ص ٢٧١.
(٤) "أيضًا" زيادة في ز.
(٥) في ز: "أن غير زيد لم يوجد".
(٦) "سائر" زيادة في ز.
(٧) "برسول" في ز.