للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المسطاسي: جعل المؤلف الشهادة وصفًا حقيقيًا، والظاهر أنها أمر شرعي (١) (٢).

وإن كان له (٣) أكثر من حكم واحد فإنه مجمل، وهو معنى قوله: (وإِلا (٤) تحقق الإجمال) , أي: وإن كان [له] (٥) أكثر من حكم واحد تحقق الإجمال، لأنه ليس حمله على أحدهما بأولى من حمله على الآخر (٦).

مثاله: (٧) قوله عليه السلام: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، وذلك أن هذا الفعل الذي هو [فعل] (٨) الخطأ أو النسيان (٩) لم يدخل النفي إلا على واقع، والواقع يستحيل نفيه، فيتعين العدول إلى حكمه، وله حكمان، وهما: الإثم ولزوم الضمان، فيتعين الإجمال حتى يدل


(١) انظر: المسطاسي ص ٣١.
(٢) الشهادة أمر حقيقي أي: لغوي، والشارع استعملها فيما وضعتها العرب له.
قال ابن فارس: الشين والهاء والدال أصل يدل على حضور وعلم وإعلام، لا يخرج شيء من فروعه عن الذي ذكرناه، من ذلك الشهادة يجمع الأصول التي ذكرناها من الحضور والعلم والإعلام. اهـ.
وقال صاحب القاموس: الشهادة خبر قاطع ... وشهد لزيد بكذا شهادة: أدى ما عنده من الشهادة فهو شاهد. اهـ.
انظر: القاموس المحيط، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة: شهد.
(٣) "لها" في الأصل.
(٤) "ولا" في ز ٢.
(٥) ساقط من الأصل.
(٦) انظر: المعتمد ١/ ٣٣٥، والمحصول ١/ ٣/ ٢٥١، ونهاية السول ٢/ ٥١٥.
(٧) في ز وز٢ زيادة ما يلي: "قول المؤلف: نحو الخطأ والنسيان، تمثيل للفعل الحقيقي، لا أنه تمثيل لما له حكم واحد كما يظهر من كلام المؤلف، مثاله" اهـ.
(٨) ساقط من ز وز ٢.
(٩) "والنسيان" في ز وز ٢.