للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لتفاصيل الصلاة والحج، هذا دليل النقل (١).

وأما دليل العقل: فلأن مشاهدة فعل الصلاة والحج مثلًا، أدل على معرفة تفاصيلها من الإخبار عنهما بالقول؛ إذ ليس الخبر كالمعاينة (٢).

حجة القول بالمنع: أن البيان بالفعل فيه تطويل، وتأخير البيان مع إمكانه بما هو أقصر من الفعل وهو القول عبث، والعبث على الله تعالى محال؛ وذلك أن زمان البيان بالقول أقل من زمان البيان بالفعل (٣).

أجيب عنه: بأن البيان بالقول قد يكون أطول من البيان بالفعل، وذلك في الأشياء الغامضة التي تحتاج إلى ألفاظ كثيرة، وأما الفعل فقد يظهر بالمرة الواحدة ضروريًا عند من شاهد ذلك الفعل، وأيضًا سلمنا أن الفعل أطول، ولكن ذلك لفائدة، وهي كون الفعل أقوى وأثبت في النفس، ولذلك كانت الصنائع تنضبط بالمشاهدة دون الأقوال المجردة كالتجارة/ ٢٢٩/ والحياكة والصياغة وغيرها (٤).

قوله: (وإِذا تطابق القول والفعل، فالبيان القول، والفعل مؤكد له).

ش: هذه هي المسألة الثالثة (٥): يعني إذا ورد القول والفعل بعد


(١) انظر: شرح المسطاسي ص ٣٣.
(٢) انظر: المحصول ١/ ٣/ ٢٧٠، وشرح الكوكب المنير ٣/ ٤٤٣.
(٣) انظر: المحصول ١/ ٣/ ٢٧٢، وشرح القرافي ص ٢٨١، وشرح المسطاسي ص ٣٤، وشرح حلولو ص ٢٣٨.
(٤) انظر: المحصول ١/ ٣/ ٢٧٢، وشرح القرافي ص ٢٨١، وشرح المسطاسي ص ٣٤.
(٥) انظر: للمسألة: المعتمد ١/ ٣٣٩، والإحكام للآمدي ٣/ ٢٨، والمحصول ١/ ٣/ ٢٧٢، وجمع الجوامع ٢/ ٦٨، وشرح العضد ٢/ ١٦٣، وتيسير التحرير ٣/ ١٧٦، وشرح القرافي ص ٢٨١.