للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١)، وقال عليه السلام: "أنا وبنو المطلب لم نفترق في جاهلية ولا إسلام، ولم نزل هكذا" وشبك بين أصابعه (٢).

وكذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} (٣)، أراد بقرة معينة، قاله الغزالي (٤)، ولم يبينها إلا بعد السؤال عنها.

فهذا كله يدل على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب إلى وقت الحاجة.

وحجة القول بمنع تأخير البيان عن وقت الخطاب: أن تأخيره يؤدي إلى وقوع العبد في المفسدة (٥)، وهو جهله بما كلف به؛ لأن الجهل مفسدة إجماعًا، ويستحيل على الله تبارك وتعالى أن يوقع عبده في مفسدة، فلا يؤخر البيان عن وقت الخطاب نفيًا لهذه المفسدة. قاله المعتزلة (٦).


= فانظر: صحيح البخاري كتاب فرض الخمس رقم ٣١٤٠، والنسائي ٧/ ١٣٠، ١٣٥، وسنن أبي داود كتاب الإمارة، الأحاديث رقم ٢٩٧٨، ٢٩٧٩، ٢٩٨٠.
(١) الصواب بنو المطلب؛ لأن بني عبد المطلب من بني هاشم، وأما المطلب فهو أخو هاشم. انظر: سيرة ابن هشام ١/ ١٠٦.
(٢) لم أجد نص الحديث وورد معناه في النسائي ٧/ ٣١.
وعزا هذه الرواية ابن حجر في الفتح إلى ابن إسحاق ولفظها عنده: "أنا وبنو المطلب لم نفترق في جاهلية ولا إسلام، وإنما نحن وهم شيء واحد وشبك بين أصابعه". انظر: الفتح ٦/ ٢٤٥.
وانظر تخريج الحديث السابق، وقد أورد الحديث بهذا اللفظ الغزالي في المستصفى ١/ ٣٧١ فلعله مصدر المؤلف.
(٣) سورة البقرة آية رقم ٦٧.
(٤) انظر: المستصفى ١/ ٣٧١.
(٥) في الصلب: "الفساد"، وقد صححت في الهامش كما أثبتها.
(٦) انظر: المعتمد لأبي الحسين ١/ ٣٤٣، والعدة لأبي يعلى ٣/ ٧٣٠، والمستصفى ١/ ٣٧٧، والتبصرة ص ٢١٠، وروضة الناظر ص ١٨٦، وشرح العضد ٢/ ٦٦، وشرح القرافي ص ٢٨٣، والمسطاسي ص ٣٥.