للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القول"، لأن ما تقدم إنما هو فيما إذا تأخر الفعل بتراخ، وكلامه ها هنا فيما إذا تأخر الفعل من غير تراخ (١).

قوله: (خصصه عن عموم القول)، معناه: خصص الفعل النبي عليه السلام من عموم القول (٢).

قال المؤلف في شرحه: تعذر النسخ في هذه الصورة؛ لأن من شرط النسخ التراخي، فإذا تعذر النسخ لم يبق إلا التخصيص، فيعلم أنه عليه السلام غير مراد بالعموم (٣).

مثال ذلك: قوله عليه السلام: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها حين ذكرها"، فأخر عليه السلام الصبح حتى خرجوا من واد الشيطان (٤)، ولا يجوز التأخير لغيره إذا ذكرها، فالنبي عليه السلام مختص بذلك الفعل (٥).


(١) انظر: المعتمد ١/ ٣٩٠.
(٢) انظر: شرح القرافي ص ٢٩٣.
(٣) انظر: شرح القرافي ص ٢٩٣، والمسطاسي ص ٤٨.
(٤) هي قصة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه حينما كانوا قافلين من خيبر فأرادوا المبيت، وعهد النبي إلى بلال ليكلأهم، فاستند إلى راحلته فنعس، فلم يستيقظوا إلا والشمس قد طلعت، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالركوب، وقال: "هذا منزل حضرنا فيه الشيطان"، كما في رواية مسلم عن أبي هريرة عنه في كتاب المساجد برقم ٦٨٠.
وانظر القصة عنده عن أبي قتادة برقم ٦٨١، وعن عمران بن حصين برقم ٦٨٢، ورواها النسائي في المواقيت عن أبي هريرة ١/ ٢٩٨، وأبو داود في الصلاة برقم ٤٣٦، وابن ماجه في الصلاة برقم ٦٩٧.
(٥) كلامه هنا فيه نظر:
وذلك أن الفعل هنا لم يتعقب القول؛ لأنه إما متراخ عنه، أو أن القول هو المتأخر؛ إذ قد ثبت في رواية أبي هريرة عند مسلم، فلما قضى الصلاة قال: "من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها" الحديث، وكذا عند الترمذي من حديث أبي قتادة أنهم لما ساروا =