للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفرق بين الوصف والحكمة: أن الوصف عبارة عما شرع الحكم عنده للحكمة، والحكمة عبارة عما شرع الحكم لأجله.

مثال ذلك: اختلاط الأنساب، فإنه الحكمة في جعل [وصف] (١) الزنا سببًا لوجوب الحد، وكذلك ضياع المال، فهو الحكمة في جعل وصف السرقة سبب القطع، وكذلك ذهاب العقل هو الحكمة في جعل الإسكار علة لوجوب الحد، وغير ذلك.

حجة القول بجواز التعليل بالحكمة وجهان:

أحدهما: أن الحكمة هي أصل للوصف (٢)، [فإذا جاز التعليل بالوصف] (٣) فأولى وأحرى (٤) أن يجوز التعليل بالحكمة، لأنها أصله (٥).

الوجه الثاني: أن الحكمة هي نفس المصلحة والمفسدة، وهي سبب ورود الشرائع، فالاعتماد عليها أولى من الاعتماد على فرعها (٦).

حجة القول بمنع التعليل بالحكمة وجهان:

أحدهما: أنه لو جاز التعليل بالحكمة لامتنع (٧) بالوصف؛ لأن الأصل لا يعدل عنه إلا عند تعذره، والحكمة ليست متعذرة، فيجب التعليل بها، فإذا


(١) ساقط من الأصل.
(٢) "الوصف" في ز.
(٣) ساقط من ز، وط.
(٤) "فأخرى" في ز.
(٥) انظر: شرح القرافي ص ٤٠٦، والمسطاسي ص ١٥٧.
(٦) انظر المصدرين السابقين.
(٧) "لا تمنع" في ز.