للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعقيدته وعزيمته، فالسجية والسريرة بمعنى واحد، [و] (١) معناهما: الطبيعة (٢).

وقيل: السجية هي الطبيعة (٣)، ومعنى السريرة هي (٤) التقوى (٥).

فمعنى طابت سجيته [أى] (٦): اعتدلت طبيعته، ومعنى طابت سريرته أي: حسن دينه. وذلك أنه إذا اعتدلت طبيعته يكون جيد الفهم فيمكن منه إدراك المقصود، وإذا حسن دينه فيمكن منه المقصود أيضًا؛ [لأن من العلوم ما لا يحصل (٧) إلا مع التقوى] (٨).

قوله: (من جاد حفظه وحسن إِدراكه)، يؤخذ منه أن الحفظ خلاف الإدراك، وهو كذلك، فإن الناس في ذلك على أربعة أقسام، منهم من هو حافظ فاهم، ومنهم من ليس بحافظ ولا فاهم، ومنهم من هو حافظ غير فاهم، ومنهم من هو فاهم غير حافظ.

وكثير من الناس لا يفهم الفرق بين الحفظ والفهم في هذا الزمان، فإنهم


= أي باطن النفس. وتطلق الضميرة على الغديرة من ذوائب الرأس، انظر: اللسان، مادة: "ضمر".
(١) ساقط من ز، وط.
(٢) "الفطنية" في الأصل.
(٣) انظر: مختار الصحاح، مادة: "سجا"، وانظر: المسطاسي ص ١٩٥.
(٤) في ز، وط: "هو الدين والتقوى".
(٥) انظر: شرح المسطاسي ص ١٩٥.
(٦) ساقط من الأصل، وز.
(٧) ليست في النسخ ويقتضيها السياق.
(٨) ساقط من ز، وط.