للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعنى الغداف: هو الغراب السابغ الريش، ومنه قولهم: أغدفت المرأة القناع، إذا أرخته على وجهها (١).

ومنه أيضًا (٢) قول الكميت (٣) يمدح رجلاً:

أخبرت عن فعاله الأرض ... واستنطق منها اليباب والمعمور (٤)

أراد أنه حفر فيها الأنهار وغرس الأشجار وأثّر الآثار، فلما تبينت للأبصار صارت (٥) كذات الأخبار.

ومثال إطلاقه على كلام النفس قولك (٦): أخبرتني نفسي بكذا.

ومثال إطلاقه على كلام اللسان: قوله تعالى: {قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} (٧)، وقولك: أخبرني فلان بكذا.


(١) انظر: القاموس المحيط ٣/ ١٧٩.
(٢) "أيضًا" ساقطة من ط.
(٣) هو الكميت بن زيد بن الأخنس بن مخالد بن وهيب بن عمرو بن سبيع الأسدي ولد سنة ستين للهجرة (٦٠ هـ)، وهو شاعر مقدم عالم بلغات العرب خبير بأيامها، وكان في أيام بني أمية ولم يدرك الدولة العباسية، وكان معروفًا بالتشيع لبني هاشم، توفي الكميت بن زيد في خلافة مروان بن محمد سنة ست وعشرين ومائة (١٢٦) هـ.
انظر: المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٣٥٧، طبقات الشعراء للجمحي ١٦٣، ٢٦٨ الأغاني ١٥/ ١٠٨ - ١٢٥، الحيوان للجاحظ ٢/ ٣٦٤ سمط اللآلي ١/ ١١.
(٤) قائل هذا البيت هو الكميت بن زيد الأسدي، وقاله يمدح خالد بن عبد الله القسري وكان حفارًا غراسًا، والمعنى أي أثر فيها آثارًا حسنة، بنى المساجد وحفر الآبار والأنهار، واليباب: الخراب أي بنى فيه فسكن.
انظر: شعر الكميت بن زيد الأسدي جمع د. داود سلوم ج ١ ق ١ (ص ٢٠٣)، رقم القصيدة ٢٦٦.
(٥) في ز: "صار".
(٦) "قولك" ساقطة من ط.
(٧) سورة التوبة آية رقم ٩٤.