للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذه أربعة معان يطلق عليها (١) الخبر وهي الإشارة وكلام الحال، وكلام النفس وكلام اللسان (٢)، أما الأولان وهما الإشارة، وكلام الحال، فإطلاق الخبر عليهما مجاز.

وأما الآخران (٣) وهما النفس وكلام اللسان، فاختلف العلماء في إطلاق الخبر عليهما على ثلاثة أقوال:

قيل: هو حقيقة في اللساني والنفساني معًا (٤)، فهو لفظ مشترك بينهما.

قال المؤلف في الشرح: و (٥) هذا القول هو المشهور، وقاله إمام الحرمين والإمام فخر الدين (٦) لوروده فيهما معًا، والأصل الحقيقة.

وقيل: هو حقيقة في اللساني، مجاز في النفساني (٧)؛ لأن اللسان هو المتبادر إلى الذهن في العرف، والتبادر (٨) إلى الفهم دليل الحقيقة.

وقيل: هو حقيقة في النفساني، مجاز في اللساني، وإليه ذهب (٩) الشيخ


(١) في ط: "عليه".
(٢) المثبت من ز وط، وفي الأصل: "الإنسان".
(٣) في ط: "الأخيران".
(٤) أي أنه يتناول اللفظ والمعنى جميعًا كما يتناول لفظ الإنسان الروح والبدن معًا، وهذا قول السلف.
انظر: شرح الطحاوية ص ١٢٩.
(٥) "الواو" ساقطة من ط.
(٦) انظر: شرح التنقيح للقرافي ص ٤٠.
(٧) أي أنه يتناول اللفظ فقط، والمعنى مدلول مسماه، وهذا قول جماعة من المعتزلة وغيرهم: انظر: شرح الطحاوية ص ١٣٠.
(٨) في ط: "والمتبادر".
(٩) في ط: "أشار".