للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي يقوم مقام اللفظ العام في إفادة العموم، وأراد بهذا المعنى الذي يقوم مقام اللفظ العام مفهوم المخالفة؛ لأن مفهوم المخالفة يقتضي سلب الحكم عن جميع المسكوت عنه، كما أن المنطوق يقتضي ثبوت الحكم لجميع المنطوق به.

مثال ذلك قوله عليه السلام: "إنما الماء من الماء" (١) هذا هو المنطوق به، معناه: إنما يجب الغسل بالماء من (٢) وجود الماء الذي هو المني.


(١) أخرجه مسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء حتى إذا كنا في بني سالم وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على باب عتبان، فصرخ به فخرج يجر إزاره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعجلنا الرجل" فقال عتبان: يا رسول الله أرأيت الرجل يعجل عن امرأته ولم يمن ماذا عليه؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الماء من الماء".
أخرجه مسلم في كتاب الحيض باب إنما الماء من الماء ١/ ١٨٥.
وأخرجه أبو داود عن أبي سعيد الخدري من طريق آخر بلفظ: "الماء من الماء" سنن أبي داود كتاب الطهارة باب في الإكسال ١/ ٥٦ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
وأخرجه النسائي وابن ماجه عن أبي أيوب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الماء من الماء".
انظر: سنن النسائي (١/ ١١٥) كتاب الطهارة باب الذي يحتلم ولا يرى الماء، سنن ابن ماجه (١/ ١٩٩) كتاب الطهارة، باب: الماء من الماء رقم الباب ١١٠، رقم الحديث ٦٠٧.
وأخرج الترمذي عن أبي بن كعب قال: "إنما كان الماء من الماء رخصة في أول الإسلام، ثم نهي عنها"، وهكذا روى غير واحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم: أبيّ ابن كعب ورافع بن خديج، قال أبو عيسى: وفي الباب عن عثمان بن عفان، وعلي ابن أبي طالب، والزبير، وطلحة، وأبي أيوب، وأبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الماء من الماء".
انظر: سننن الترمذي (١/ ٧٣ - ٧٤) كتاب الطهارة، باب: ما جاء أن الماء من الماء رقم الباب ٨١.
(٢) في ز: "أي من".